بقلمي قطرة مطر في المحيط 1

قطرة مطر في المحيط

نعم لقد صارت الأحلام كوابيس وصارت العصافير وحوش ولم يبقى لي في هذه الدنيا سوى الانتحار أو الوقوع في المشاكل والآفات الإجتماعية وإذا بي في يوم من الأيام وأنا شارد الذهن يمر بي شيخ بهي الوجه ملتحي أحمر الوجه وبلحية بيضاء وبإبتسامة لا تفارق ممحاه ، تحس بالأمان لما تبصره توجه نحوى مباشرة لكني أحسست بالرعب منه لما توجه صوبي لأنني وبكل صراحة لم أألف هذه الوجه جميع الوجوه التي أعرفها من أبي وجدي واعمامي وأخوالي وجوههم عابسة متنرفزة دوما وكأن العالم لم يبقى فيه خيرا لكن ذلك الرعب زال لما القى عليا السلام رددت عليه السلام وبقيت متصمرا فيمكاني وإذا به يمنح لي كتيب وقال لي هذا شفائك يا بني تعجبت منه وكيف عرف أنني مريض

قلت له :ما معني هذا شفائي

قال : يابني لما كنت بعمرك حدث لي ما يحدث لك حاليا لكن أعرف أن الدنيا بخير

قلت له : لكن هذه الدنيا التي تقول عنها انها بخير لم تمنح لي سوى الحرمان والفقر

قال : لا تقنط من رحمة الله

قلت : والعجيب أن هذه الدنيا صارت تنزع مني أحلامي لقد كرهتها وكرهت هذا الزمان وكرهت نفسي

قال : لا بني لا تسب الدنيا ولا الزمان فالدنيا منذ أدم هي الدنيا الحالية إلا أنني أشاركك أن العباد تغيرت نعم تغيرت لم يعد الطيب هو المحبوب وإنما الشرير صار محبوبا لكن يحبونه لأنهم يخافونه لا أكثر

هل عرفت أين يكمن السر

إنه الخوف

لذلك يا بني إستعمل هذا السلاح لصالحك نعم إنطلق في هذه الحياة وأبدأها من خوف الناس

نعم تعجبت من هذه الفلسفة التي لم أعتد عليها وأصر عليا أن أخذ ذلك الكتيب وإفترقنا على السلام بيننا

توجهت مباشرة إلى البيت وأنا محمل بكراهيتي لهذا الواقع إلا أنه يحذوني أمل من حديث ذلك الشيخ المجهول ياترى هل هو مبعوث لي مباشرة هل الله أرسله لي لينقذني من همومي التى غلبتني ولم أفتح الكتيب لأنني عزمت على قرأته بتمعن في الليل وأن أكمله

ولما جن الليل فتحت ذلك الكتيب وكم كانت مفاجئتي نعم مفاجئة كبيرة لقد وجدت به كلمات في الصفحة الأولى والبقية صفحات بيضاء لكن هذه الكلمات كانت هي الزاد لي وغيرت لي حياتي إلى الأفضل