التراث العالمي
مواقع التراث العالمي هي معالم تقوم لجنة التراث العالمي في اليونسكو بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الدولية التي تديره اليونسكو. هذه المعالم قد تكون طبيعية، كالغابات وسلاسل الجبال، وقد تكون من صنع الإنسان، كالبنايات والمدن.
انطلق هذا البرنامج عن طريق اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والذي تُبني خلال المؤتمر العام لليونسكو والذي عقد في 16 نوفمبر 1972 م. ومنذ توقيعها، فقد صادقت 180 دولة على هذه الاتفاقية. يهدف البرنامج إلى تصنيف وتسمية والحفاظ على المواقع ذات الأهمية الخاصة للجنس البشري، سواء كانت ثقافية أو طبيعية. ومن خلال هذه الاتفاقية، تحصل المواقع المدرجة في هذا البرنامج على مساعدات مالية تحت شروط معينة.
بلغ عدد المواقع المدرجة في هذه القائمة حتى عام 2008، 878 موقعا، منها 679 موقعا ثقافيا و174 موقعا طبيعيا و25 موقعا يدخل ضمن الصنفين، في 145 دولة من الدول الأعضاء. وترمز اليونسكو إلى كل موقع من هذه المواقع برقم خاص، ولكن مع تغيير نظام الترقييم فقد يتم إعادة إدراج بعض المواقع ضمن تصنيف أكبر. ولذلك، فإن نظام الترقيم الحالي وصل إلى 1100 بالرغم من أن عدد المواقع أقل من ذلك. حاليا، تحمل إيطاليا الرقم الأكبر في عدد المواقع التراثية وهو 44 موقعا.
يعتبر كل موقع من مواقع التراث ملكا للدولة التي يقع ضمن حدودها، ولكنه يحصل على اهتمام من المجتمع الدولي للتأكد من الحفاظ عليه للأجيال القادمة. وتشترك جميع الدول الأعضاء في الاتفاقية، والبالغ عددها 180 دولة، في حماية والحفاظ على هذه المواقع.
ما قبل الإتفاقية
في عام 1954 ، قررت الحكومة المصرية بناء سد أسوان (السد العالي) ، وهو الحدث الذي من شأنه إغراق الوادي التي يحتوى على تلك الأثار. وقد شنت اليونسكو حينها حملة في جميع أنحاء العالم لحماية تلك الأثار. وقد تم تفكيك كل من معبدى أبو سمبل وفيلة، وانتقلت إلى مواقع أعلى ، ووضع الظهر معا قطعة قطعة. [6]
وقدرت تكلفة المشروع حينئذ بحوالى 80 ، مليون دولار امريكيا وتم جمع 40 مليون دولار منها من 50 بلداً. وقد تم إعتبار المشروع ناجحاً ،مما أدى إلى حملات أخرى للحفاظ على التراث الحضارى العالمى ، وإنقاذ كل من مدينة البندقية وبحيرتها في إيطاليا، وأنقاض موهينجو دارو Mohenjo-daro في باكستان ، و معبد بوروبدرو Borobodur في اندونيسيا. ثم شرعت اليونسكو بعد ذلك مع المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية ، فى وضع مسودة لمشروع إتفاقية حماية التراث الثقافي المشترك للإنسانية.
الاتفاقية وخلفيتها
وقد اطلقت الولايات المتحدة فكرة الجمع ما بين الحفاظ على التراث الثقافي والحفاظ على الطبيعة. " و فى مؤتمر عُقد بالبيت الابيض عام 1965، دعا إلى الحفاظ على التراث العالمي "في العالم والمناطق الطبيعية الخلابة والمواقع التاريخية والأثرية الرائعة من أجل الحاضر والمستقبل للمواطني العالم كله". وقد قدم الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إقتراحات مماثلة في عام 1968 ، وقد تم عرضها في عام 1972 على مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية والذى عقد في ستوكهولم.
وإتفق جميع الأطراف على نص واحد للإتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والتراث الطبيعي والتي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في 16 نوفمبر 1972.
عملية الترشيح
ينبغي للبلد الراغب فى ترشيح إحدى أثارة أو ممتلكاته أن يُجرى أولا جرد لممتلكاته الثقافية والطبيعية الفريدة. وهو ما يُطلق عليه بالقائمة الأولية Tentative List ، وهى عملية هامه جداً، لأن الدولة يجب أن لا ترشح الآثار التي لم تدرج على قائمتها الأولية. ويلى ذلك، إختيارها لإحدى الآثار من هذه القائمة ليُوضع فى ملف الترشيح. مركز التراث العالمي يقدم المشورة والمساعدة في إعداد هذا الملف.
عند هذه النقطة ، يتم تقييم الملف من قبل المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية والاتحاد العالمي للحفظ تلك الهيئات تقدم توصياتها الى لجنة التراث العالمي. وتجتمع اللجنة مرة واحدة سنوياً لتحديد إمكانية تسجيل كل الممتلكات المرشحه على قائمة التراث العالمي ، وأحيانا ما يؤجل هذا القرار لطلب المزيد من المعلومات من البلد الذي رشح الموقع. وهناك عشرة معايير للإختيار -- ويجب على الموقع المرشح أن يستوفي واحدا منها على الاقل لإدراجه على القائمة
معايير الاختيار
حتى نهاية عام 2004 ، كان هناك ستة معايير للتراث الثقافي وأربعة معايير للتراث الطبيعي. في عام 2005 ، تم تعديل تلك المعايير لتصبح مجموعة واحدة من عشرة معايير.المواقع المرشحة يجب أن تكون ذات "قيمة عالمية استثنائية" وتستوفى على الأقل واحداً من تلك المعايير العشرة
المعايير الثقافية
أولاً : تمثل تحفة عبقرية خلاقة من صُنع الإنسان.
ثانياً : تمثل إحدى القيم الإنسانية الهامة والمشتركة، لفترة من الزمن أو في المجال الثقافي للعالم ،سواء فى تطور الهندسة المعمارية أو التقنية ، أوالفنون الأثرية ، أوتخطيط المدن ، أو تصميم المناظر الطبيعية.
ثالثاً : تمثل شهادة فريدة من نوعها أو على الأقل إستثنائية لتقليد ثقافي لحضارة قائمة أو مندثرة.
رابعاً : أن تكون مثالاً بارزاً على نوعية من البناء ، أوالمعمار أو مثال تقني أو مخطط يوضح مرحلة هامة في تاريخ البشرية.
خامساً : أن يكون مثالا رائعاً لممارسات الإنسان التقليدية ، فى إستخدام الأراضي ، أو مياه البحر بما يمثل ثقافة (أو ثقافات) ، أو تفاعل إنسانى مع البيئة وخصوصا عندما تُصبح عُرضة لتأثيرات لا رجعة فيها.
سادساً : أن تكون مرتبطة بشكل مباشرة أو ملموس بالأحداث أو التقاليد المعيشية ، أوالأفكار ، أوالمعتقدات ، أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية الفائقة. (وترى اللجنة أن هذا المعيار يُفضل أن يكون إستخدامه بالتزامن مع معايير أخرى.)
المعا يير الطبيعية
سابعاً: أن تحتوى ظاهر طبيعية فائقة أو مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي"
ثامناً: to be outstanding examples representing major stages of Earth's history , including the record of life, significant on-going geological processes in the development of landforms , or significant geomorphic or physiographic features"; "أن تكون الأمثلة البارزة التي تمثل المراحل الرئيسية من تاريخ الأرض ، بما في ذلك سجل الحياة ، وكبير على ما يجري العمليات الجيولوجية في تطوير تضاريسه ، أو ملامح شكل الأرض أو فيزيوغرافية كبيرة" ؛
تاسعاً: to be outstanding examples representing significant on-going ecological and biological processes in the evolution and development of terrestrial , fresh water , coastal and marine ecosystems and communities of plants and animals "; "أن تكون الأمثلة البارزة التي تمثل كبيرة على الذهاب البيئية والبيولوجية في عمليات التطور والتنمية من الأرضية ، والمياه العذبة ، الساحلية والبحرية النظم الإيكولوجية والمجتمعات المحلية من النباتات والحيوانات" ؛
X . "to contain the most important and significant natural habitats for in-site conservation of biological diversity, including those containing threatened species of outstanding universal value from the point of view of science or conservation ."
عاشراً: أن تحتوي على أهم وأكبر الموائل الطبيعية لحفظ التنوع البيولوجي بالموقع، بما في ذلك تلك التي تحتوي على الأنواع المهددة بالانقراض وذات قيمة عالمية فريدة من وجهة نظر العلم أو حماية البيئه.